بربري: حكاية معطف مطري تحوّل إلى أسطورة بريطانية
من فكرة عملية إلى رمز عالمي للأناقة والفخامة
البداية… معطف ضد المطر
في عام 1856، أسس الشاب توماس بربري متجرًا صغيرًا في هامبشير بإنجلترا. لم يكن حلمه أن يصبح اسمًا عالميًا، بل أراد تصميم ملابس عملية تحمي الناس من الأمطار البريطانية المستمرة.
اختراع الغاباردين
في عام 1879، ابتكر بربري قماش الغاباردين: قماش متين، مقاوم للماء، وخفيف الوزن في نفس الوقت. هذا الابتكار غيّر صناعة الأزياء، وأصبح قلب كل معطف ترنش من بربري.
رمز بريطاني في الحروب والسلام
خلال الحربين العالميتين، ارتدى الجنود معاطف بربري الترنش كجزء من الزي العسكري الرسمي. بعد الحروب، أصبح المعطف رمزًا للرقي البريطاني، يرتديه النجوم والأدباء والمشاهير في شوارع لندن وباريس.
بداية الثراء والانتشار العالمي
لم تبقَ بربري ماركة بريطانية محلية؛ بل توسعت عالميًا في التسعينيات والألفية الجديدة، وأضافت العطور، الشنط، الإكسسوارات والأزياء الجاهزة. باتت المربعات الكلاسيكية (Burberry Check) أيقونة تعرفها العيون قبل الشفاه.
بين الكلاسيكية والتمرد
سرّ نجاح بربري كان في الجمع بين التاريخ العريق واللمسة الشبابية الجريئة. استطاعت أن تحتفظ بهويتها البريطانية الراقية، مع تحديث التصاميم لتلائم روح الشارع وثقافة البوب.
تساؤل… هل قطعة قماش تصنع مجدًا؟
هل السرّ في الغاباردين؟ أم في خطوط المربعات البيج والسوداء والحمراء الشهيرة؟ أم في شغف مؤسسها الذي رأى في المطر فرصة ليخلق أناقة لا تتبلل؟ يبدو أن سرّ بربري كان في تحويل الحاجة إلى هوية بصرية خالدة.
ختامًا…
من متجر صغير في هامبشير إلى ناطحات السحاب وممرات عروض الأزياء، تروي لنا بربري أن الأناقة الحقيقية لا تموت. وأن قطعة قماش مصمَّمة بحبّ قد تُصبح رمزًا عالميًا… يدفئ الجسد ويحكي قصة قرن ونصف من التاريخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب لنا في التعليقات أدناه، أو تواصل معنا عبر البريد الإلكتروني. اختر موضوعًا واحدًا أو أكثر ترى أنه سيكون مفيدًا لك ولغيرك.