✦ هل الثروة مكان أم طريقة تفكير؟ ✦

سؤال قد يبدو بسيطًا للوهلة الأولى… لكن خلفه تكمن أسرار الأثرياء، وحكايات الذين ظنّوا أن الثراء مجرد تذكرة سفر… فاكتشفوا الحقيقة متأخرين.

■ الثروة كمكان… إغراء المدن اللامعة

لعلنا جميعًا تأملنا يومًا ناطحات سحاب نيويورك، أو شوارع دبي المرصّعة بالفرص، أو حتى ساحات زيورخ الهادئة حيث تُدار مليارات بصمت. يبدو لنا للوهلة الأولى أن الانتقال لهذه الأماكن الثرية هو أقصر طريق للثراء. لكن، يا صديقي… هل كل من عاش في باريس صار شاعرًا؟! وهل كل من أقام في وول ستريت صار مليارديرًا؟ هنا تنكشف الحقيقة: المكان وحده لا يصنع الثروة.

■ الثروة كطريقة تفكير… السر الصامت

الحقيقة التي يتفق عليها التاريخ والواقع: الثروة فكرة قبل أن تكون رصيدًا. هي رؤية ترى ما لا يراه غيرك… هي الانضباط في الإنفاق، الجرأة في الاستثمار، والصبر أمام العواصف. هي طريقة مختلفة للنظر إلى الفرص، وأسلوب خاص في إدارة المخاطر. الثروة تبدأ في العقل… لا في العنوان البريدي.

■ سؤال الجيل زد: طيب وهل هذا يعني أن المكان لا يهم إطلاقًا؟

لا ننكر أن المكان يلعب دورًا: بيئة اقتصادية مستقرة، قوانين تحمي الاستثمار، أسواق واسعة… هذه أشياء قد تختصر الطريق كثيرًا. لكنها تظل عوامل مساعدة، وليست هي الجذر العميق للثراء. الجذر الحقيقي يزرع في قلب الإنسان وعقله: شغف، علم، جرأة على التجربة.

■ الماضي يُخبرنا… والمستقبل يؤكد

في كل عصر، ستجد أشخاصًا صنعوا ثرواتهم في أكثر الأماكن صعوبة، وآخرين ضيّعوا ثرواتهم في عواصم المال نفسها. وكأن التاريخ يهمس في أذن كل طموح: الثروة لا تُهدى… بل تُبنى.

■ في النهاية… الثروة مرآة أفكارك

نعم، قد تُسافر إلى مكان غني لتجد فرصًا أوسع، لكن بدون عقلية ثراء ستظل مجرد سائح. الثروة الحقيقية تُصنع حين تُغيّر نفسك أولًا، قبل أن تغيّر عنوان سكنك. هي مشروع يبدأ داخل عقلك… ويُترجم إلى قرارات، مخاطرات محسوبة، وعمل دؤوب لا يراه إلا القليل.

---

✦ بقلم: فيرزون الجميلة ✦